الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية النائب عمار عمروسية يحذر: نجاح حكومة الحبيب الصيد مرتبط بحل أزمة الحوض المنجمي

نشر في  07 ماي 2015  (13:20)

في ظل استفحال الأزمة التي يعيشها قطاع المناجم والفسفاط وتعقدها في المدة الأخيرة خاصة بعد أن قررت شركة فسفاط قفصة تعليق كل العمليات المالية وعدم خلاص عملائها بسبب صعوبات مالية، وللحفاظ على ما تبقى من مدخراتها، اتصل موقع "الجمهورية" بالنائب بمجلس الشعب عن جهة قفصة عمار عمروسية الذي صرّح لنا في البداية بأنه يجب لفت الانتباه إلى أن البلاد بأكملها تعيش حالة من الاحتقان الاجتماعي.

وأضاف بأنّ الوضعية الاجتماعية الشائكة والمعقدة في جهة قفصة ارتبطت بحالة التهميش منذ عقود طويلة، معتبرا بانّ شركة فسفاط قفصة هي بمثابة الشريان الأساسي لاقتصاد الجهة ورقم مهم في الاقتصاد الوطني. وفي سياق متصل أكد محدثنا بان شركة فسفاط قفصة وأهالي الجهة وقعا ضحية خيار التنمية القائم منذ عقود، متسائلا في استنكار" لماذا ينطلق الحديث عن الفسفاط وعائداته إلا عندما تقع الأزمات؟" 

كما كشف عمروسية بأن قضية الفسفاط باتت قضية حقوقية وذلك لأن مرابيحه أصبحت تأخذ مقابل القمع والعصا حيث تم مؤخرا إحالة 115 شاب على أنظار المحكمة الابتدائية بقفصة بتهم تعطيل المصالح والشغل متناسين أنهم من المهمشين والعاطلين عن العمل ومن المعتصمين السلميين إضافة إلى أن أكثر من 400 نفر سيتم إحالتهم في الأيام القليلة القادمة على المحاكم.

وأضاف بأن المحكمة الابتدائية بقفصة أصدرت أحكاما غيابية ضد العشرات والتي وصل البعض منها إلى الـ10 سنوات سجنا، معتبرا بأن هذا يدل على معادلة قائمة على منح الفسفاط مقابل القمع والتهميش وسياسة تكميم الأفواه مؤكدا بأن هذه الممارسات لم تعد مجدية بالجهة .

 

أهالي قفصة يطالبون بمنحهم نسبة من مرابيح عائدات شركة الفسفاط

وأشار محدثنا بأن كل ما في الأمر هو أن أهالي جهة قفصة يطالبون بحق كفله لهم الدستور وهو منحهم نسبة من مرابيح عائدات شركة فسفاط قفصة، مستنكرا تواصل صمت الحكومة رغم أن الشركة قررت التوقف عن النشاط.

هذا كما أفاد القيادي بالجبهة الشعبية بأنه سيتم قريبا عقد مجلس وزاري مضيق بالجهة والذي تمنى بأن تنبثق عنه جملة من القرارات والإجراءات الفعلية التي تشمل جميع القطاعات بجهة قفصة حتى تتمكن شركة الفسفاط من العودة إلى سائر نشاطها المعهود والى الإنتاج.

وصرح عمروسية بان جهة قفصة تعيش تهميشا وتجاهلا بمختلف المقاييس وهو ما عكسته الإحصائيات الأخيرة لمعهد الإحصاء الوطني في شهر أفريل والذي أعلن بأنّ نسبة البطالة بالجهة تتصدر القائمة بنسبة 26,8 بالمائة.

هذا إلى جانب الإحصائيات التي أصدرتها وزارة التنمية في ما يخص ترتيب المعتمديات ومؤشرات النمو بها حيث بينت بأن 8 معتمديات من جملة معتمديات ولاية قفصة هي في المراتب الأخيرة على المستوى الوطني.

من جهة أخرى اعتبر عمار عمروسية بأن الحديث عن "همجية" أبناء جهة ولاية قفصة لا أساس له من الصحة، معتبرا أن منوال التنمية هو "الهمجي" وسياسات الحكومة هي "المتوحشة" وليس المواطنين على حد تعبيره.

وقال في هذا الصدد بأن المصنع الياباني "يازاكي" وهو الوحيد الذي له طاقة تشغيلية كبرى في ولاية قفصة قد تحصل هذه الأيام على الجائزة الدولية وهو ما يعكس حزم أبناء الجهة وانضباطهم في العمل.

وفي ما يخص تصوره للحلول التي تمكن من الخروج من أزمة الحوض المنجمي، أكد محدثنا بأن الحل الوحيد هو الحوار مع الأهالي والمجتمع المدني واتخاذ إجراءات ملموسة تخفض من حالة الاحتقان الاجتماعي معتبرا بان "خيار القوة أسقطته الثورة وخيار البطش والتنكيل أسقطته انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008."

وفي نهاية مداخلته رجّح عمار عمروسية بأن نجاح حكومة الحبيب الصيد قد يكون مرتبطا بحل أزمة جهة قفصة وفشلها وانهيارها سيكون مرتبطا بعجزها في حل مشاكلهم.

 

منارة تليجاني